نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 7 صفحه : 205
فعلى هذا يصحّ أن ينطبق عنوان المشرقين و المغربين على هاتين الجهتين
من صفحتي الكرة الأرضيّة.
و أيضا: قلنا في- شرق: إنّ الآية تنطبق على المشرق و المغرب
المادّيّين و الروحانيين- فراجع. و اللَّه أعلم.
فظهر أنّ الشروق والغُرُوبَأمران حادثان جاريان في عالم
مادّىّ و روحانىّ، و لا يتّصف بهما القديم الأزلىّ الواجب و الربّ المطلق، و هو رب
المشرقين و المغربين-.شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَ لاغَرْبِيَّةٍ.
و أمّا الغراب:
.فَبَعَثَ اللَّهُغُراباًيَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ ....قالَ يا وَيْلَتى أَ عَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هذَاالْغُرابِفَأُوارِيَ سَوْأَةَ
أَخِي- 5/ 31
نعم إنّ من أعرض عن ذكر اللَّه تعالى، و تولّى و انحرف عن هداية
اللَّه و صراطه الحقّ:
فقد يضطرّ الى أن يستهدى و يستعين عن الغراب، مع أنّ الغراب دائما في
حالة الافول و البعد و الغروب و الوحشة.
.أَ لَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً
فَأَخْرَجْنا بِهِ ثَمَراتٍ مُخْتَلِفاً أَلْوانُها وَ مِنَ الْجِبالِ جُدَدٌ
بِيضٌ وَ حُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُها وَغَرابِيبُسُودٌ- 35/ 27 سبق
أنّ الجدد خطوط داخليّة من الذخائر و المعادن المتكوّنة المتجدّدة في الجبال.
والغِرْبِيبُ: بالكسر، مأخوذ من الغرب، و الكسرتان و الياء تدلّ على الانخفاض
الشديد و النفوذ الزائد و الأفول المستمرّ مع الخفاء و الغيبة و الظلمة، فهذا
المعنى ليس بمعنى الأسود المطلق، و لا من صفاته، بل ما يكون فيه افول و غيبة شديدة
مع انقطاع الآثار بالكلّيّة.
فالسواد قد يكون من صفاته، و هو غير الظلمة الّتى من لوازمه، و قد
يتّصف بصفات اخرى، فيقالغِرْبِيبٌأسود، و هو ضرب من العنب.
و جمعالغِرْبِيبِغَرَابِيبُ،و المراد ما يتكوّن و يتغيّب
في الجبال من بعض الموادّ الكدرة، و السود منها كالنفط الأسود و غيره.
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 7 صفحه : 205