responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن    جلد : 7  صفحه : 232

و التحقيق‌

أنّ الأصل الواحد في المادّة: هو تشدّد في قبال شي‌ء آخر. و من مصاديقه: تشدّد و تصلّب في الصخرة في مقابل من يستعملها. و تشدّد يتراءى في الحيّة المقابلة، و كذا في الناقة العبوس. و تشدّد و مقاومة في الجنّة في قبال العدوّ. و هكذا.

و من ذلك‌ الغَضَبُ‌: و هو تحرّك في النفس الى حدّة و شدّة في قبال شي‌ء آخر، و يقابله الحلم، و هو التعقّل و السكون.

و في‌ الغَضَبِ‌: خروج النفس عن الاعتدال في التعقّل و السكون، و حركته الى جانب الحدّة و الشدّة و الاشتعال.

قَالَ الْبَاقِرُ ع‌: الْغَضَبُ‌ جَمْرَةٌ مِنَ الشَّيْطَانَ تُوقَدُ فِي جَوْفِ ابْنِ آدَمَ، وَ إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا غَضِبَ احْمَرَّتْ عَيْنَاهُ وَ انْتَفَخَتْ أَوْدَاجُهُ وَ دَخَلَ الشَّيْطَانُ فِيهِ.

هذا إذا كان الغضب في الباطل. و أمّا إذا كان على الحقّ و للحقّ و في اللَّه: فالغضب فيه ممدوح و حقّ ما دام لم يجرّ باطلا.

. وَ لَمَّا رَجَعَ مُوسى‌ إِلى‌ قَوْمِهِ‌ غَضْبانَ‌ أَسِفاً قالَ بِئْسَما خَلَفْتُمُونِي‌- 7/ 150. وَ لَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى‌ الْغَضَبُ‌ أَخَذَ الْأَلْواحَ‌- 7/ 154. وَ ذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ‌ مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ‌- 21/ 87. لِلَّذِينَ آمَنُوا .... الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَ الْفَواحِشَ وَ إِذا ما غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ‌- 42/ 37 غَضَبُ‌ النبىّ موسى (ص) كان في اللَّه و بلحاظ انحراف قومه عن سبيل اللَّه، و غَضَبُ‌ ذى النون كان في اللَّه و لكنّه لم يصبر على أذى القوم و لم يحمل أعباء النبوّة فخرج عنهم مغاضبا. و غَضَبُ‌ المؤمنين كان في الحقّ و الصلاح حدوثا و لكنّ ادامته لم يكن بصلاح، و لهم أن يعفوا عن من عليه الغضب.

و على أىّ حال‌ فَالْغَضَبُ‌ الممدوح: ما يكون على حقّ و في حقّ و مستمرّا ما دام حقّا، فيدور مدار الحقّ، لا الحدّة النفسانية.

و أمّا الغَضَبُ‌ من اللَّه العزيز: فهو أيضا شدّة و حدّة بمراتبها في قبال قبائح الأعمال و مظالم العباد و مساوي الأخلاق و المعاصي، و في‌ الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ‌

نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن    جلد : 7  صفحه : 232
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست