نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 7 صفحه : 236
الحكاية الجزميّة عن وقوع النسبة و تحقّقها، و لكنّ الداعي فيها هو
الطلب و الإنشاء، و هذا التعبير أبلغ في افادة الوجوب و اللزوم من صيغة الأمر، و
لا سيّما على كون الجزم فييَغُضُّوا،بمفهوم الشرطيّة الكائنة في
فعل الأمر (قل) و هو الحقّ المسلّم، و الجملة جزاء مترتّب على الأمر، فيكون في هذا
التعبير تأكيدا زائدا.
2- وقوع حفظ الفروج بعد الغضّ في الموردين: يدلّ على أهميّة الغضّ و
لزومه و وجوبه، في حدّ قبل حفظ الفروج، إذا لوحظ من حيث هو، و في حدّ أعلى و أشدّ
إذا لوحظ بالنسبة الى آثاره، فانّ الغضّ هو الّذى ينتج التحفّظ و التعفّف، كما أنّ
عدم الغضّ يوجب آثارا و ينتهى الى أعمال شنيعة، و منها التورّط في الزنا.
3- قلنا إنّ الغضّ هو كفّ مع خفض، و لمّا كانت الآيات قبلها مربوطة بما
يتعلّق بالرجال و النساء: عقّبها بها، فيكون الغضّ في الرجال في قبال النساء، و في
النساء في قبال الرجال.
4- سبق أنّ البصر هو العلم بنظر العين أو القلب، و هو في الأصل صفة،
فيراد منه العين الباصرة، و جمعه الأبصار.
فيكون المراد الاشارة الى فريضة واجبة للرجال و النساء، أن يكفّوا
أبصارهم و يخفضوا نظرهم في مقابل من يحرم عليهم.
5- قلنا إنّغَضَالبصر أوّل مرحلة يوجب التوفيق في سائر مراحل التعفّف و التحفّظ
للرجال و النساء، و هذا المعنى في المرتبة الاولى ناظر الى الوجه و الكفّين،
فانّها المقابلة و المواجهة و المترائية في قبال كلّ ناظر و متوجّه، و بها يستكشف
الجمال و سائر الخصوصيّات الجالبة للإنسان، و بها تتحقّق المخاطبة و المؤانسة.
و لا أثر في الغضّ عن سائر الأعضاء، إذا كان الوجه و الكفّين خارجة
عن الحكم. و لا فائدة في التحجّب و التستّر بدونها.
6- و قد ذكر الغضّ في الآية بكلمة من: اشارة الى أنّالغَضَواجب في حدّ صدق التحفّظ من
النظر، لا مطلقا حتّى ينتهى الى نهايته.
7- و امّا الجزم فييَغُضُّواويَحْفَظُوابحذف النون: فالتحقيق أنّ الأمر أو النهى إذا أفادا معنى الشرطيّة و
السببيّة، يجزم جزاؤهما المسبّب، و العامل هو ذلك
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 7 صفحه : 236