و أمّا تقديم الليل على الضحى في الآية الكريمة: فانّ الليل مقدّم
على النهار و الضحى، إذا لوحظا من جانب عالم المادّة و الطبيعة-.أَمِ السَّماءُ
بَناها. و أمّا إذا لوحظا من جهة التكوين المطلق: فانّ عالم المادّة و الظلمة
و الليل تكون متأخّرة عن الضحى و النور.
ثمّ إنّ المراد من الليل في الآية: مطلق الليل الحادث في السموات في
اثر الحركات السماويّة و النجوم السيّارة، لا الليل الحادث في الأرض، فانّ الأرض
قد ذكرت في الآية بعدها-.وَ الْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها.
و في الآية الكريمة تنبيه على أنّ الإنسان في بدء أمره و سيره يواجه
عالم الحيرة و الغفلة و العمه و الظلمة، و هذا الترتيب محفوظ في عالم الطبيعة على
حسب اقتضاء نظمها و تقديرها. و له أن يطلب بخلوص النيّة و صفاء السريرة أن يهديه
اللَّه الى النور و الضحى من الحقّ.
غطى
مقا-غطو:
يدلّ على الغشاء و الستر، يقال:غَطَيْتُالشيء وغَطَّيْتُهُ،و
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 7 صفحه : 238