responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن    جلد : 7  صفحه : 238

يضلّ في سبيله و يتحيّر و يعمه في تشخيص نظره، و من ذلك التعامي و التغافل عن الشي‌ء و التغاطش.

و لا يخفى أنّ موادّ- الغطو، و الغطس، و الغضى، و الغشي، و الغسق، و الغسم، و الغبش، و الغلس، و العنش: فيها تقارن و اشتراك من جهة اللفظ و المعنى.

. أَ أَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّماءُ بَناها رَفَعَ سَمْكَها فَسَوَّاها، وَ أَغْطَشَ‌ لَيْلَها وَ أَخْرَجَ ضُحاها وَ الْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها- 79/ 29 أى جعل الليل‌ غُطَاشاً و أَغْطَشَ‌، كما يقال انّها مفازة غَطْشَى‌، أى فيها عمه لا اهتداء فيها.

و أمّا التفسير بالاظلام: فغير صحيح، فانّ الليل هو المحيط المظلم و هو متّصف بالظلمة، فلا يقال أظلم الليل، كما لا يقال أضاء النهار، قال اللَّه تعالى:

. وَ اللَّيْلِ إِذا يَغْشاها .... وَ النَّهارِ إِذا جَلَّاها ...،. كَأَنَّما أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِماً ...،. وَ النَّهارَ مُبْصِراً*.

و أمّا تقديم الليل على الضحى في الآية الكريمة: فانّ الليل مقدّم على النهار و الضحى، إذا لوحظا من جانب عالم المادّة و الطبيعة-. أَمِ السَّماءُ بَناها. و أمّا إذا لوحظا من جهة التكوين المطلق: فانّ عالم المادّة و الظلمة و الليل تكون متأخّرة عن الضحى و النور.

ثمّ إنّ المراد من الليل في الآية: مطلق الليل الحادث في السموات في اثر الحركات السماويّة و النجوم السيّارة، لا الليل الحادث في الأرض، فانّ الأرض قد ذكرت في الآية بعدها-. وَ الْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها.

و في الآية الكريمة تنبيه على أنّ الإنسان في بدء أمره و سيره يواجه عالم الحيرة و الغفلة و العمه و الظلمة، و هذا الترتيب محفوظ في عالم الطبيعة على حسب اقتضاء نظمها و تقديرها. و له أن يطلب بخلوص النيّة و صفاء السريرة أن يهديه اللَّه الى النور و الضحى من الحقّ.

غطى‌

مقا- غطو: يدلّ على الغشاء و الستر، يقال: غَطَيْتُ‌ الشي‌ء و غَطَّيْتُهُ‌، و

نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن    جلد : 7  صفحه : 238
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست