نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 7 صفحه : 241
أى سترها و لم يفضحه بها على رؤوس الملأ، و كلّ شيء سترته فقد
غفرته. و منه قيل للّذى يكون تحت بيضة الحديد على الرأس مغفر. و قال الأصمعىّ: غفر
الرجل متاعه: إذا أوعاه. و يقال جاءوا جمّا غفيرا: جاءوا بجماعتهم. و يقال للرجل
إذا قام من مرضه ثمّ نكس غفر. و عن الأموىّ: اغفروا هذا الأمر بغفرته: أى أصلحوه
بما ينبغي أن يصلح به. و كلّ ثوب يغطّى به شيء: فهو غفارة.
و التحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة: هو محو الأثر، و تستعمل في الذنوب و
المعاصي، و مفهوم المحو أعمّ.
و أمّا مفاهيم الستر و الصفح و الإصلاح و غيرها: فمن لوازم محو
الأثر، فانّه يوجب ستر الخطاء الواقع و الصفح عنه و الإصلاح.
قال تعالى:
.وَ إِنْ تَعْفُوا وَ تَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوافَإِنَّ اللَّهَ
غَفُورٌ رَحِيمٌ-
64/ 14.يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمالَكُمْ وَيَغْفِرْلَكُمْ ذُنُوبَكُمْ- 33/ 71 فانّ
محو أثر العصيان و الخطأ يلازم تحقّق الصفح و قصد الإصلاح.
و أمّا الستر: فلا يلازم محو أثر الخطأ و الصفح عنه، فانّ الستر لا
يوجب محو أثره بل يدلّ على تثبيته تحت ساتر، و يكون الستر حينئذ قبل تحقّق الصفح و
الإصلاح و العفو، و لا يلازم توبة اللَّه اليه و شمول رحمته و لطفه:
.وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْمَغْفِرَةٌوَ أَجْرٌ كَبِيرٌ- 35/ 7 فانّ
آثار المعاصي هي الّتى تمنع عن ظهور آثار الأعمال الصالحة، فإذا انتفت بالمغفرة
تظهر آثار الحسنات.
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 7 صفحه : 241