نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 7 صفحه : 253
والغِلَافُأغلظ من الحجاب و أخصّ من جهة الاختصاص بالمحوىّ.
و القلف: مخصوص بما يكون جزءا و متّصلا بالشيء كالجلد من الشجر.
.فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَ قالُوا قُلُوبُناغُلْفٌبَلْ لَعَنَهُمُ
اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا ما يُؤْمِنُونَ- 2/ 88.وَ كُفْرِهِمْ بِآياتِ اللَّهِ وَ قَتْلِهِمُ الْأَنْبِياءَ
بِغَيْرِ حَقٍّ وَ قَوْلِهِمْ قُلُوبُناغُلْفٌبَلْ طَبَعَ اللَّهُ
عَلَيْها بِكُفْرِهِمْ- 4/ 154الغُلْفُجمع الأغلف كأحمر و حمر، ما
يتّصف بصفة كونه ذا غلاف، كالأصمّ و الأعمى، أى من يكون ذا عمى و صمم.
و أمّا قراءة الغلف جمع الغلاف: فغير مناسب، فانّ كون القلب غلافا لا
معنى له، و الغلاف المطلق لا يدلّ على أنّ محتواه علم أو مرض أو غيرهما. و أيضا-
هذا المعنى لا يناسب اعتذارهم في نفى الايمان، فانّ القلوب إذا كانت أوعية للعلوم:
ينبغي لها أن تدرك الحقّ و تصدّق الحقيقة.
فمرادهم الاعتذار بأنّهم لا يستطيعون أن يدركوا حتّى يؤمنوا، كأنّ في
قلوبهم الحجب و عليها غلف لا يشاهدون الآيات الإسلاميّة.
و لا يبعد أن يكون المراد: أنّهم يدّعون كون قلوبهم غلفا كناية عن
التكذيب و المخالفة، و أنّهم لا يشاهدون الآيات، تعمّدا و إعراضا عنها، فكأنّهم
يجعلون في قلوبهم الغلف و القلف عدوانا و كفرا. و هذا المعنى هو المناسب بقوله
تعالى-.بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ ...،.بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْها- اشارة على أنّ مبدأ هذا الكفر
و دعوى الغلف في قلوبهم: ليس اعراضهم إختيار او بالتعمّد منهم على ما يدّعون، بل
من جهة الطبع و اللعن.
و أيضا إنّ المعنى الأوّل و هو كون قلوبهم غلفا ذا غلاف، مرجعه الى
وجود قصور في مقام الإدراك و الايمان، و هذا لا يناسب القدح و الذمّ عليهم، و ذكر
هذا المعنى في رديف قوله تعالى: