نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 7 صفحه : 258
و أمّاالمَغْلُولِيَّةُالى العنق: فانّ اليد المغلولة
و المنكسرة تعلّق بالعنق، و حينئذ تكون محدودة مغلولة منقبضة، و على هذا عبّر
بقولهإِلى عُنُقِكَ،و لم يعبّر بقوله- في عنقك،
فانّ اليد غير مغلولة في العنق.
و أيضا- إنّ العنق يعبّر به عن النفس كناية، كما في:
.فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَفيشار الى النهى عن قبض اليد
بمنظور التوجّه الى حفظ جانب النفس فقط.
و أمّامَغْلُولِيَّةُيد اللّه عزّ و جلّ: فانّها توجب و تكشف عن محدوديّة في قدرته و
إرادته، و هذه تكشف عن محدوديّة في ذاته و نوره، و سبحانه و تعالى عن ذلك، و هو
نور غير محدود و غير متناه في ذاته و صفاته-.لُعِنُوا بِما
قالُوا.
و أمّا قوله-فَغُلُّوهُ: أى فأدخلوا الغلّ فيه و اجعلوه مغلولا بالتعلّق بالمال و العنوان،
كما اعترف به بقوله-.ما أَغْنى عَنِّي مالِيَهْ هَلَكَ عَنِّي سُلْطانِيَهْ خُذُوهُفَغُلُّوهُ- اشارة الى أنّ المال و
السلطان و التعلّق بهما لم تهلك بل صورها البرزخيّة هي السلسلة الّتى ذرعها سبعون
ذراعا.
.وَ جَعَلْنَاالْأَغْلالَفِي أَعْناقِ الَّذِينَ كَفَرُوا- 34/ 33.إِنَّا أَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ سَلاسِلَ وَأَغْلالًاوَ سَعِيراً- 76/ 4.إِذِالْأَغْلالُفِي أَعْناقِهِمْ وَ السَّلاسِلُ يُسْحَبُونَ- 40/ 71 سبق
في السلسلة: أنّها ما تكون فيها استطالة في اتّصال أجزاء. و يراد منها: سلاسل
التمايلات و الشهوات النفسانيّة الدنيويّة المتسلسلة المتجسّمة بصورة السلاسل، و
منها تتحصّل الأغلال و هي التقيّدات و الحدود و التعلّقات المادّية، و منها تتحصّل
السعير.
فالسلاسل بها يجرّ الى جانب لا يتمايل اليه. و السحب هو الجرّ. و
قوله-يُسْحَبُونَخبر عن المبتدإ، أى يسحبون بها الكافرون.
فالسلاسل والأَغْلَالُ: هي الّتى كسبت أيديهم و تحصّلت بها، و لازم للّه تعالى أن يوصل و
يلحق كلّ شيء الى صاحبه، و هذا معنى الإعتاد (أعتدنا)، أى الإنفاذ و إجراء ما
يراد و يلزم على شخص.
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 7 صفحه : 258