نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 7 صفحه : 44
لسا-الضَّنْكُ: الضيّق من كلّ شيء، الذكر و الأنثى فيه سواء، و كلّ عيش من غير حلّ
ضنك و إن كان واسعا. قال أبو اسحق: الضنك: أصله في اللغة الضيق و الشدّة. و ضنك
الشيء ضنكا و ضناكة و ضنوكة: ضاق. و ضنك الرجل ضناكة، فهو ضنيك: ضعف في جسمه و
نفسه و رأيه و عقله. و الضنكة و الضناك:
الزكام، و قد ضنك فهو مضنوك: إذا زكم. و الضناك: الموثّق الخلق
الشديد، يكون ذلك في الناس و الإبل. و الضناك: المرأة الضخمة. و ناقة ضناك: غليظة
المؤخّر.
أسا- ضنك عيشه يضنك ضنكا، و ضنكه اللّه يضنكه، و هو في ضنك من العيش،
و عيشة ضنك، وصف بالمصدر.
و التحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة: هو الشدّة في المضيقة مادّيّة أو
معنويّة. و من مصاديقه الزكام الموجب لنزول الفضولات المائعة من الدماغ قهرا و من
دون أن يمكن الاحتباس و الدفع، إمّا بسبب وصول حرارة أو برودة شديدتين، و هذا يحدث
مضيقة شديدة في حال المزاج و المعيشة. و منها- اكتناز اللحم و امتلاؤه بحيث يوجب
مرضا و شدّة في العمل و الحركة و تضاغطا في المزاج.
يراد شدة الضيق في الماديّات و من جهة الروحانية، فانّ من أعرض عن
التذكّر و التوجّه الى اللّه تعالى: فهو منقطع عنه تعالى و متقطّع ارتباطه عنه،
منفصل عيشه عن المراحل الروحانيّة، فلا بدّ انّه يعيش في محدودة المادّة، مقيّدا
بقيودها، و محدودا بحدودها الوافرة، ليس له من وسع عوالم الروحانيّة نصيب، و لا من
الفيوضات الرحمانيّة حظّ، فانّ عالم المادّة إذا انقطع عن الروحانيّة: يكون كالجسد
بلا روح، فهو في غاية الشدّة و المضيقة و المحدوديّة.
فكما أنّ البدن المنقطع عنه الروح، ميّت لا عيش له و لا انبساط فيه:
كذلك المعيشة إذا انقطعت عن الحياة الروحانيّة، تكون في غاية
المحدوديّة و
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 7 صفحه : 44