نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 7 صفحه : 53
أنّ الأصل الواحد في هذه المادّة: هو انمحاء الصورة و النظم في شيء
و عدم ترتّب الأثر له بحيث يكون مهملا. و هذا هو الفرق بينها و بين موادّ: الفقدان
و الموت و الفناء و الفوت و الهلاك و القتل و العدم: فانّ النظر في الموت الى
انقطاع الحياة. و في الفناء الى خلاف البقاء. و في العدم الى ما يقابل الوجود.
و يلاحظ في الفقدان: جهة غيبة شيء عن حضور شخص و علمه.
و في الفوت: خروجه عن السلطة و اليد، في قبال الإتيان.
و في الهلاك: فناء شيء بالحوادث، في ذوى العقلاء أو ما يتعلّق بهم.
و في القتل: موت بيد غيره، فهو مقتول.
و في التلف: عدم حصول الفائدة المقصودة من الشيء مطلقا.
فكلّ من هذه الموادّ لازم أن يستعمل في مورده المناسب.
.فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌأَضاعُواالصَّلاةَ- 19/ 59.فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاأُضِيعُعَمَلَ عامِلٍ
مِنْكُمْ- 3/
195.وَ ما كانَ اللَّهُلِيُضِيعَإِيمانَكُمْ- 2/ 143 يراد
محو الصورة و الخصوصيّة المؤثّرة في ترتب الأثر لصلاة أو عمل أو إيمان، حتّى تكون
مهملة لا أثر لها.
.إِنَّا لانُضِيعُأَجْرَ الْمُصْلِحِينَ- 7/ 170.
.وَ لانُضِيعُأَجْرَ الْمُحْسِنِينَ- 12/ 56.وَ
أَنَّ اللَّهَ لايُضِيعُأَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ- 3/ 171فَالضِّيَاعُأقلّ مرتبة من التلف و الفوت
و المحو، فانّ عمد تحصّل الأثر و تحقّق الهمل أقلّ مرتبة من مفهوم الانمحاء
المطلق، و هو أعمّ من الهلاك و الفناء و العدم و الموت.
فلا يتصوّر في مقام الجزاء و الحساب: أن يعرض أدنى مسامحة أو انمحاء
أو تفريط، سواء كان في موضوع: كالايمان و العمل و الصلاة، أو محمول: كالأجر.
فليتوجّه الإنسان الى أنّ ما يظهر منه من عقيدة أو عمل أو جزاء
مترتّب، كلّها محفوظ عند اللّه و مضبوط في عالم الحقّ-.لا يُغادِرُ
صَغِيرَةً وَ لا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصاها- ....فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ.
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 7 صفحه : 53