نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 7 صفحه : 91
فإذا أريد منها مجرّد الربط في حالة القرب من غيره من دون نظر الى
خصوصيّة المعنى و المفهوم مستقلا و في نفسه، كما في أغلب الأفعال الناقصة، فيكون
الثاني حينئذ حالا، أو شبه مفعول أو منصوبا بنزع الخافض أو مرفوعا على البدليّة من
الأوّل. فيقال إنّ هذه الأفعال ناقصة أو للتقارب، و ليست بتامّة يلاحظ فيها المعنى
الاستقلالىّ للفعل، حتى تكون تامّة ملحوظة بنفسها.
فكما أن الفعل التامّ يرفع و ينصب على مقتضى العامل و المعمول فكذلك
الفعل غير التامّ بحسب اقتضاء المقام يرفع و ينصب أىّ نوع من أنواع المعمولات.
فلا يجوز لنا حصر عملها في كيفيّة خاصّة محدودة في مختلف الموارد.
فقوله تعالى-.وَطَفِقايَخْصِفانِ*: انّما ذكر لتأكيد الربط و في مقام الاشعار الى الشروع في الخصف، فهو
من أفعال المقاربة، و جملةيَخْصِفانِ*،حاليّة، أى خاصفين عليهما من
الورق، أو على الخبريّة و هو التشبّه بالمفعول به، كما هو رأى الأكثر.
و أمّا قوله تعالى-.فَطَفِقَمَسْحاً: فالفعل تامّ و ليس للربط، و
هو بمعنى الشروع و الظفر، و يدلّ على حدث و حركة مستقلّة ملحوظة في نفسها، و كلمة
مسحا مفعول به، أى فشرع و عمل أن يمسح مسحا.
و أمّا في قوله تعالى-.عَسَى اللَّهُ أَنْ
يَعْفُوَ: فمقتضى المفهوم أن يكون بدلا للاشتمال، كما يقول به الكوفيون، فيكون
الخبر في مقام الرفع أيضا.
3- فلازم أن نتوجّه الى أنّ تشخيص الاعراب انّما هو بتشخيص الاقتضاء في
المفهوم، من الفاعليّة و المفعوليّة و الاضافة و ما يلحقها و لا يجوز أن نجعل
الميزان الكلىّ هو اللفظ، كما أنّ الفاعل أو المفعول في قولنا- ضرب موسى عيسى:
انّما يتعيّن بتشخيص المفهوم، ثمّ باقتضائه يتعيّن الاعراب ظاهرا أو تقديرا.
4- و قد يشتبه الأمر في تشخيص الخصوصيّة للمفهوم، و يتوقّف على تعيين
ارادة المتكلّم، بقرائن مقاليّة أو حاليّة، كما في قوله تعالى-.وَ أُزْلِفَتِ
الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ: فيحتمل المصدريّة معنا إزلافا
غير بعيد، أو الظرفيّة- زمنا غير بعيد، أو الحاليّة- في حالة كون غير بعيد. فلا
بدّ من الدقّة و التحقيق في الكشف عن المراد.
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 7 صفحه : 91