responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفردات في غريب القرآن - مع ملاحظات العاملي (الكوراني) نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 0  صفحه : 23
ثم وثق حديث: « كلٌّ شافٍ كافٍ ما لم يختم آية عذاب برحمةٍ أو رحمة بعذاب» !

وقال السيوطي في الإتقان «١/١٦٨» عن حديث عمر: إن القرآن كله صواب ، ما لم تجعل مغفرة عذاباً أو عذاباً مغفرة. أسانيدها جياد » !

أقول: تعني هذه المقوله البركانية: أن الخليفة تنازل عن صيغة القرآن وعَوَّمَ نصه لتقرأه بالألفاظ التي تريدها بشـرط: أن لا تقلب المعنى من مغفرة إلى عذاب !

ثم أفتى للمسلمين بأن كل قراءاتهم بالمعنى ، تكون قرآناً أنزله الله تعالى !

وبذلك يكون الخليفة أعطى للناس حقاً لم يعطه الله تعالى حتى لرسوله‘ ، لأنه قال له: قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلا مَا يُوحَى إِلَيَّ «يونس : ١٥» .

ومع وضوح خطأ هذه المقوله وخطرها ، فقد صارت فتوىً ومرسوماً خلافياً أشاد به الفقهاء الرسميون ، وأفتوا بجواز تغيير نصوص الصلاة لأنها أخف من نص القرآن ! وبذلك جعلوا إلغاء جدية اللغة وحرفيتها وقصديتها ديناً ، وقدموه الى المسلمين ليدينوا به ، ويشكروا الله على هذه التوسعة والرحمة للعباد!

قال الشافعي في اختلاف الحديث/٤٨٩ ، والأم«١/١٤٢»: « وقد اختلف بعض أصحاب النبي في بعض لفظ القرآن عند رسول الله‘ولم يختلفوا في معناه فأقرهم ! فما سوى القرآن من الذكر أولى أن يتسع هذا فيه » !

وقال ابن قدامة في المغني «١/٥٧٥» : «إن عبد الله كان يرخص في إبدال لفظات من القرآن فالتشهد أولى! فقد روي عنه أن إنساناً كان يقرأ عليه: إن شَجَرَتَ الزَّقُّومِ طَعَامُ الأَثِيمِ ، فيقول طعام اليتيم ، فقال له عبدالله: قل طعام الفاجر » !

وقال البيهقي في سننه «٢/١٤٥»: «قال الشافعي &: فإذا كان الله برأفته بخلقه أنزل كتابه على سبعة أحرف ، معرفة منه بأن الحفظ قد نزر ليجعل لهم قراءته وإن اختلف لفظهم فيه ، كان ما سوى كتاب الله أولى أن يجوز فيه اختلاف اللفظ ما لم يُخَلَّ معناه » .

والسبعة أحرف: مقولةٌ أخرى لعمر في نفس الموضوع ، وقد استوفيناها في كتاب تدوين القرآن . وقد حاول محبوه أن يفسروها فلم يجدوا لها معنى معقولاً !

قال السيوطي في الإتقان في علوم القرآن «١ / ١٧٢و٧٦»: « قال ابن حبان: اختلف أهل العلم في معنى الأحرف السبعة على خمسة وثلاثين قولاً ! في معنى إنزال القرآن على سبعة أحرف ،وهي أقاويل يشبه بعضها بعضاً وكلها محتملة ويحتمل غيرها!

نام کتاب : المفردات في غريب القرآن - مع ملاحظات العاملي (الكوراني) نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 0  صفحه : 23
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست